مقدمة فلسفية عن الأعداد من منظور مسيحي ·

الأرقام ما كانت مجرد كمية من الأعداد فحسب ، بل هي أصلا تعابير عن معان تمتد ، ورموز تتمدد حتى تجاوز السر الكبير " سر الصفر " . أساس البناء هو الرقم واحد وأساس الخلق هو الرقم صفر إن القوة ، والإرادة ، والبداية تكمن في الرقم واحد . بينما السر ، والانطلاقة ، والخلق يكمن في الصفر . وهذه القاعدة تنطبق على كل شيء . · والأرقام تلعب الدور الأكبر في حياة الإنسان وتسييرها بل إن نظام الخلق ككل كما تؤكده العلوم الباطنية يقوم على معادلات رقمية لا يتوصل إلى كشف سرها إلا من بلغ مرحلة الكمال الروحي ، وتفتح على قوة الخلق وأسرارها . · الرقم أعلى مرتبة وأشد غموضا من الحرف ، إذ أن هذا الأخير هو تعبير صوتي ، وليس من العسير أن تنجلي معانيه مع الإحساس بالذبذبات التي يطلقها الصوت ، أما الرقم فذبذباته كامنة في باطن تكوينه يعصى على غير المتعمق إدراك اليسير منها . كما يخبرنا علم الأرقام بأن المصادفة لا وجود لها في الحياة ، فلقد خلق الله كل منا لهدف محدد ، ولكل منا مكانته في المخطط الكوني ، وليس بمقدورنا التغيير . كما أن علم الأرقام لا يقوم على إنجاز ديني ، أو تدخل باب علم الفلك والتنجيم ، أو الاعتقاد بوجود الخطأ ، أو أن يقوم بحل مشاكل الإنسان . ولكن مباديء هذا العلم ترشد إلى التوقيت الصحيح ، والأدلة المتوافرة التي تكمن في أولويات العلم المذكور ، وتوضح السبيل لتسهيل سيرة الحياة . · كل شيء يقع ضمن نطاق الحواس له وزن وحجم ورائحة إلا الرقم فأبعاد مداركه تتمدد إلى مدار الكون وفضائه اللامتناهي . وتكبر الأعداد وتتعاظم حتى يظهر لنا الصفر ليس بنقطته ولا بمركز دائرته فحسب بل بأبعاد معانيه الأزلية . فهو الاستمرارية ولا استمرارية من دونه : وهو الرحم ولا وجود من دون وجوده : منه يبتدىء كل شيء ..... هذا صحيح : وفيه ينتهي كل شيء ..... وهذا صحيح أيضا : هو أساس الخلق وشرارة الانطلاقة : وهو السر الذي ترتكز عليه كل الأرقام ، وإليه تعود في النهاية لتتنامى وتعظم . · في البدء كان الفراغ ، وكان العدم ! ثم جاء الإله الخالق ، ولفظ الكلمة ... فامتلأ كل فراغ ، وتحول كل عدم إلى كون ووجود ، إلى مخلوقات وإنسان . عملية الخلق كانت منظمة على نظام متناه في الدقة تحكمها قوانين رياضية دقيقة ، فكل شيء مبني على العدد ، حتى الذرات التي تؤلف الكون ، عددها محدد مسبقا إن جرى تجاوزه آل الكون إلى دمار . ويمكن القول أن عملية الخلق لن تتم ثانية ، ما لم تتواجد ذات الأرقام والأعداد التي ألفت معادلة الخلق ...والأمر المتعارف عليه في العلوم الباطنية هو أن الذبذبات تتجسد ألوانا في عالم المادة . فلا وجود للذبذبات في هذا الكون من دون ألوان ! والأمر نفسه ينطبق على تلك الدقة المتناهية في النظام الإلهي التي تتجسد في هذا العالم المادي في أرقام وأعداد .... فلن يفهم هذا النظام دون أرقام تشير إليه ، ولن تدرك تلك الدقة دون أعداد محددة تعبر عنها . ومن هنا أصبح علم الأرقام ، علم النظام والدقة . · فمثلا حين نقول : " في البدء كان الفراغ والعدم " فإن العقل البشري يصعب عليه استيعابها ما لم يرمز إليها برقم محدد ومعبر هو الصفر ! بهذا التعبير يسهل الإدراك . أما إذا لجأنا إلى التعبير الرقمي كأن نقول " الإله واحد ، ازدوج في المادة ، وتثلث في الإنسان . لكن الثالوث يبقى كوحدة ، وإلى الوحدة عائد ! بهذا التعبير يسهل الاستيعاب ، بل تخيل عملية الخلق . وعليه نستطيع تشبه الصفر بأنه الفراغ ورحم الوجود . والإله هو الواحد الأحد . أما الرقم إثنين فهو الأزدواجية ، وتتابعت بعده الأعداد ، وعليه يكون الصفر هو الذي يستوعب البداية ، لأن الرقم واحد هو البداية ، فلولا وجود الصفر لما كان الواحد . أما الديانة المسيحية فتقول : إن الصفر هو التأهب للانطلاق ، بينما الواحد هو الانطلاق نفسه ، ولكي تكون الانطلاقة سليمة متزنة ، كان لابد للواحد أن ينطلق على أساس الثالوث ، وهكذا كان وكان نظام كل وجود يرتكز على الثالوث . فمثلا إذا أراد شخص القيام بعمل ما ، فإنه يفكر في ضرورة القيام بهذا العمل قبلا ، أي هو يزرع الفكرة في رحم عقله أولا ، ثم يخطط ويصمم لهذا العمل ثانيا ، ومن ثم يبدأ التنفيذ ، وهذه هي الخطوة الثالثة . وعليه فإن عملية الخلق لا تتم إلا بوجود الخالق ، أي الواحد وكذلك الصفر وبعد تتوالى بقية الأعداد ، ولكن الواحد يمكن أن يتواجد دون الصفر ، أما المصير النهائي فهو عودة الأرقام كافة إلى الواحد . فمثلا أنت تبدأ العد عادة من الرقم واحد ، وحين تصل إلى الرقم 9 أو 19 ، أي نهاية الدورة الرقمية فإنك تحتاج إلى الصفر لتكمل به الدورة العددية ، وتباشر دورة جديدة وإلا فإنك لن تستطيع إكمال العد ، أيضا والكلام من مفهوم المؤلف يقول : اتحدت الأقاليم زوجا زوجا مع بعضها البعض ، ثم اجتمعت الركائز الثلاث معا فظهر للثالوث 7 أساليب لوجوده ، أو الوحدة تجسدت في 7 وجوه فانبثق النظام الجديد الذي على أساسه يستمر الوجود بأكمله ، وهو نظام الرقم 7 ، أي نظامنا الشمسي هذا ، وبقي الرقم 7 هو الأساس ، ولكن العدد الكامل هو 9 ، فتم إضافة عنصران إلى مكونات الإنسان الباطنية ، وهي اثنان من مكونات الروح فصار على الإنسان بعد أن يتوصل إلى الاكتمال " الرقم 7 " أن يتابع سيره نحو الكمال " الرقم 9 " حيث تنتهي سيرة تقدمه فيعود إلى الصفر ثم ينطلق إلى مرحلة جديدة ونظام تطوري أسمى دون أن يتخلى عن الصفر ، بل سيحتويه دوما ، ليكتمل كليا به وبخيراته إلى أن ينتهي وجود الصفر عند اندماج الإنسان بقلب الواحد – بداية الانطلاقة الجديدة = نتبع في الاسبوع القادم ان شاء اللة