حليب النوق ( الخلفات )


الأساس في تربية النوق ( الخلفات ) لدى المربين الحصول على حليبها في المقام الأول، والعادة لدى الرعاة ترك النوق لتدرالحليب لرضاعة مواليدها في حالة محدودية الطلب على الحليب بهدف

ضمان نمو جيد لتلك المواليد وقد إهتم بحليب الخلفات منذالأزل وكان له أهمية خاصة وخير دليل

على ذلك قصة قوم نبي الله صالح مع الناقة قال الله جل جلاله في سورة الشعراء : قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ) حيث كانوا ينتفعون بحليبها  ولحليب الخلفات مكانة خاصة لدى بعض المستهلكين لإرتباطه بعادات وتقاليد العرب من ناحية تقديم الحليب والتمر كرمز لإكرام الضيف حال قدومه ولكون الحليب هو أحد أهم مصادر غذاء الإنسان الرئيسية في الصحراء والسبب الآخر لهذه المكانة ما يتصف به حليب الخلفات من طعم ومذاق ونكهة مميزه اضافة

للإعتقادات الشائعة التي تحيط بحليب الخلفات أحياناً كونه مفيد علاجياً ، يتصف حليب الخلفات بلون ناصع البياض ( طباشيري ) وله طعم ورائحة حلوة خفيفة إذا كان من بكرة صغيرة أو نوق حديثة الولادة وتتغذى على أعلاف مزارع  ويكون الطعم مائل للملوحة إذا كانت النوق كبيرة ( فاطر ) وتتغذى على نباتات المراعي الطبيعية خاصة الغنية بنباتات الحمض ومن الملاحظ أن الملوحة قد تزداد مع الفترة من موسم الحلابة، ومع تقدم عمر الناقة وقد يتأثر الطعم كذلك بطبيعة العلف المأكول وحليب الخلفات عموماً خفيف القوام ومن الشائع لدى مربي الإبل ، أن الناقة في الغالب لا يمكن حلبها بدون تحنين ويتم التحنين أساساً بإحضار وليد الناقة ليقوم بلمس الضرع ومحاولة الرضاعة وعندما تبدأ الناقة في الإدرار يتم إبعاد الوليد أو يترك له حلمة واحدة وعند إنتهاء الحلابة يترك للوليد عملية تصفية الضرع غير أنه يمكن تدريب بعض النياق على الحلابة بدون عملية التحنين وتعرف هذه النياق عند الرعاة ( بالمسوح ) أي التي تستجيب للحلابة بمسح

الراعي على ضرعها كما يمكن حلابتها آلياً بعد تدريب جيد وتبدأ الناقة في الحلابة بعد كل ولادة وتستمر لمدة تقترب من السنة وقد تطول فترة الحلابة في حالة عدم تلقيح الناقة وقد تقصر فترة الحلابة بسبب الحمل المبكرأو التجفيف الإجباري بسبب ضعف الإنتاج أو في حالة شح الموارد العلفية والمياه  والمعتاد لدى البادية حلابة الناقة ثلاث مرات في اليوم من بعد صلاة الفجر ( صبوخ ) وبعد صلاة الظهر( غداء ) وعند غروب الشمس ( غبوق ) ويهتم المربون بإختيار الناقة الجيدة الصفات من أجل إنتاج الحليب منها حيث يتم إختيار الناقة ذات الضرع الكبير والهادئة الطباع ولهذا نجد مالكي الإبل يحتفظون بأجود النياق الحلابة قرب المساكن ويطلقون الباقي من الإبل مع الرعاة ، لترعى في المراعي حيث يتوفر الكلأ  لتدر الحليب للرعاة .

تركيبة حليب النوق: تعتبر التركيبة الكيماوية لحليب الناقة أقرب لحليب الأم من حليب البقرة, ويحتوي على كمية قليلة من سكر الحليب والدهن المشبع, كما يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين س والكالسيوم والحديد وهوغني بالبروتينات التي تدخل في تركيب جهاز المناعة كما يحتوي على مكونات ومواد قاتلة للجراثيم ويلائم من يتعرض للجروح ومن يعاني من أمراض التهاب الأمعاء و السكري ومفيد لمن يعاني من مرض الربو والربو الجلدي كما يوصى به لمن يتلقى علاجا كيماويا

لتخفيف حدة العوارض الجانبية مثل التقيؤ
البدو وحليب النوق: البدو يعرفون أسرارها قبل العلماء حيث إستخدموها بإستمرار وما يزال حليب

النوق محافظا على قيمته لدى سكان الإمارات ليس فقط كغذاء وإنما كدواء حقيقي للعديد من الأمراض ويعيد الصحة والبنية القوية وقوة العظام والاسنان .

صفات حليب النوق: تبدأ النوق في إدرار الحليب بعد الولادة مباشرة وتستمر فترة الإدرار مابين 9 إلى 18 شهرا وبمتوسط أنتاج ما بين 1 إلى 8 ليترات يوميا وذلك حسب موسم الحليب والتغذية والرعاية علما أنه لا يحلب إلا بعد أن يرضع منه الحوار( الجمل الصغير) بعدها يتم حلب الناقة ويوضع حليبها في أوعية معدنية يشرب ساخنا وإذا ترك لا حقا وجب غليه، وبول الإبل يسميه أهل البادية( الوَزَر ) وطريقة إستخدامه بأن يؤخذ مقدار فنجان قهوة أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على الريق ، وفي مقالة في جريدة الاتحاد تتناول دراسة الدكتور محمد مراد الإبل في مجال الطب والصحة حيث يشير الى أنه في الماضي البعيد إستخدم العرب حليب الإبل في معالجة الكثير من الأمراض ومنها: أوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبدوخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الربو وضيق التنفس ، ومرض السكري ، وإستخدمته بعض القبائل لمعالجة الضعف الجنسي حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج إضافة إلى أن حليب الإبل يساعد على تنمية العظام عند الأطفال ويقوي عضلة القلب بالذات، ولذلك تصبح قامة الرجل طويلة ومنكبه عريض وجسمه قوي إذا شرب كميات كبيرة من الحليب في صغره، وإستخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع والقشرة ويقال ان في دماء الإبل القدرة على شفاء الإنسان من بعض الأمراض الخبيثة، و قيل أن حليب الإبل يحمي اللثة ويقوي الأسنان نظرا لإحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ج ويساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوعية البروتين فيه تساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة، وبصورة عامة يحافظ حليب الإبل على الصحة العامة للانسان

 

للتواصل مع الموقع او للاستشارات يرجى الاتصال على الارقام التالية 00611821604-009613542988 – 009613850534 -فايبر السكايبي- mahmoud almougraby